“الفاو” تحذر من زيادة نشاط الجراد بالجنوب الشرقي للمملكة
أفادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، في آخر نشرة لها بشأن مراقبة الجراد، برصد مجموعات من الجراد الصحراوي طيلة شهر مارس في وديان درعة وزيز-غريس، الممتدة من أسا إلى أرفود، مشيرة إلى أن هذه المعطيات تعكس نشاطًا بيولوجيًا متزايدًا لهذه الحشرات بالمنطقة.
ووفقًا لتقارير “الفاو”، فقد تم رصد جراد بالغ، إما في طور النضج أو مكتمل النضج، مما يجعل هذه المناطق من بين الأكثر تأثرًا خلال هذه الفترة. كما تم تسجيل حالات تزاوج في بعض المواقع، ما يشير إلى انطلاق النشاط التناسلي وبدء دورة تكاثر جديدة مع حلول الربيع.
وأوضحت المنظمة أن الظروف البيئية الحالية، من رطوبة وغطاء نباتي أخضر، تهيئ بيئة مثالية لتكاثر الجراد، محذّرة من تحول هذه المجموعات إلى أسراب قد تهدد المحاصيل الزراعية. ودعت إلى تعزيز جهود الرصد والمراقبة، خاصة في المناطق الحدودية الجنوبية، وشددت على أهمية التدخل السريع لمنع تفاقم الوضع.
وفي 21 مارس، سجلت فرق المراقبة ظهور يرقات منفردة في مرحلتها الخامسة جنوب مدينة طاطا، ما يدل على تقدم واضح في دورة حياة الجراد بالمنطقة. وبعد يومين فقط، رُصدت مجموعات من الجراد الناضج بين شرق أسا وجنوب غرب زاكورة، مما يعكس تحوّلًا نحو السلوك الجماعي، في إشارة إلى تصاعد وتيرة التكاثر.
كما تم رصد يرقات في مراحلها الأولى والثانية جنوب فم الحصن، وهو ما يؤكد بداية دورة حياة جديدة للجراد في عدة مناطق.
ورداً على هذه التطورات، باشرت السلطات المغربية عمليات مكافحة شملت مساحة 2,249 هكتارًا، منها 2,000 هكتار تم معالجتها بالرش الجوي، بهدف احتواء تكاثر الجراد في مراحله المبكرة.
وتتوقع “الفاو” استمرار وجود الجراد المنعزل جنوب جبال الأطلس، مع مواصلة دورة التكاثر الربيعية محليًا، ما سيؤدي إلى ارتفاع تدريجي في أعداد اليرقات خلال الأسابيع المقبلة. كما حذرت من احتمال تدفق مجموعات جديدة من الجراد البالغ من الجنوب، وخاصة من منطقة الساحل، نحو وديان درعة وزيز-غريس، ما يرفع من احتمالية تفشي جديد.
ومن المنتظر، حسب المنظمة، ظهور مجموعات من اليرقات في مواقع التكاثر الجماعي اعتبارًا من منتصف أبريل، حيث تتوفر الظروف المثلى لنموها، ما يزيد من مخاطر تهديد المحاصيل الزراعية، في حال عدم اتخاذ إجراءات استباقية فعالة.
وفي هذا السياق، اعتمدت السلطات المغربية خطة مزدوجة تجمع بين الوقاية والاستجابة السريعة، مع تعبئة الفرق الميدانية والتجهيزات اللوجستية. كما أعلنت وزارة الداخلية، في 29 مارس، عن رفع مستوى التأهب تحسبًا لتحركات الجراد القادمة من الساحل وشمال غرب إفريقيا، مشددة على جاهزية الفرق المختصة للتدخل الفوري، مع توفير المعدات والمبيدات والوسائل الجوية اللازمة لمواجهة أي طارئ.