شهدت منطقة زاكورة خلال الأيام الأخيرة تساقطات مطرية غزيرة، تحولت بسرعة إلى سيول جارفة اجتاحت الأراضي الزراعية، متسببة في أضرار فادحة لمحصول البطيخ الأحمر “الدلاح”، الذي يُعد من أهم المنتوجات الفلاحية بالمنطقة.

وحسب تصريحات فلاحين محليين، فقد فاجأت السيول العديد من الحقول في لحظة حساسة من الموسم الفلاحي، حيث كانت الثمار في المراحل الأخيرة من النضج. وقد تسببت هذه السيول في تعفن كميات كبيرة من المحصول، فيما جرفت أخرى بالكامل، ما جعلها غير قابلة للتسويق، وهو ما شكّل ضربة موجعة لاقتصاد المنطقة المحلي.

ويعزو مهتمون بالشأن الزراعي حجم الخسائر إلى ضعف البنية التحتية لتصريف مياه الأمطار، وغياب قنوات صرف فعالة، بالإضافة إلى انعدام أنظمة للإنذار المبكر أو خطط استباقية لمواجهة الكوارث الطبيعية، رغم توالي الظواهر المناخية المتطرفة في السنوات الأخيرة.

مطالب بالتدخل العاجل

الفلاحون المتضررون وجّهوا نداءات للسلطات المحلية والمركزية من أجل التدخل العاجل لتعويض الخسائر، وإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، إلى جانب المطالبة بإطلاق مشاريع وقائية لحماية الواحات من آثار التغيرات المناخية المتزايدة.

وفي السياق ذاته، دعا خبراء إلى تبني سياسات فلاحية جديدة تتماشى مع الواقع المناخي الحالي، من خلال اعتماد أنظمة ري ذكية، وتحويل بعض أنواع المحاصيل لتقليل المخاطر.

ويُعتبر “الدلاح” أحد أعمدة الاقتصاد الفلاحي في زاكورة، حيث تُنتج المنطقة آلاف الأطنان سنويًا، يتم تسويقها داخليًا وتُصدّر إلى الأسواق الإفريقية والأوروبية، مما يوفر مصدر دخل لحوالي 80% من الأسر الفلاحية. غير أن هذه الكارثة تهدد الاستقرار المعيشي لهذه الأسر، خصوصًا مع استمرار ارتفاع تكاليف الزراعة وندرة الموارد المائية.