Radio Player Radio Live
التفــــــاصيل

ذكرى استرجاع طرفاية .. معلمة وضاءة في مسار استكمال الوحدة الترابية

ذكرى استرجاع طرفاية .. معلمة وضاءة في مسار استكمال الوحدة الترابية

يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير، يوم غد الثلاثاء، بكل مظاهر الفخر والاعتزاز، وفي أجواء الحماس الوطني الفياض والتعبئة المستمرة واليقظة الموصولة، تحت القيادة الحكيمة و المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذكرى الـ67 لاسترجاع مدينة طرفاية إلى حظيرة الوطن.

 

وتشكل هذه الذكرى التي يخلدها الشعب المغربي من طنجة الى الكويرة، في أجواء التعبئة الوطنية الشاملة والمستمرة، واليقظة التامة تحت القيادة الرشيدة للعرش العلوي المجيد، معلمة وضاءة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية.

 

فقد قدم المغرب ملكا وشعبا التضحيات الجسام، في مواجهة الاستعمار الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن، وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الإسبانية بشماله وجنوبه٬ فيما خضعت منطقة طنجة لنظام حكم دولي٬ وهذا ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة، بذل العرش والشعب في سبيلها تضحيات رائعة في غمرة كفاح وطني متواصل الحلقات طويل النفس ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والاستقلال والوحدة والخلاص من ربقة الاحتلال والتحالف الاستعماري ضد وحدة الكيان المغربي إلى أن تحقق النصر المبين والهدف المنشود بانتصار الشرعية وعودة بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة من المنفى إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955 حاملا لواء الحرية والاستقلال.

 

ولم يكن انتهاء عهد الحجر والحماية إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال. وفي هذا المضمار٬ كان انطلاق جيش التحرير بالجنوب سنة 1956 لاستكمال الاستقلال ومواصلة مسيرة التحرير بقيادة أب الأمة وبطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس، بعزم قوي وإرادة صلبة وصمود وإصرار.

 

لقد كان خطاب جلالته التاريخي بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958 بحضور وفود وممثلي قبائل الصحراء المغربية إيذانا وإعلانا عن إصرار المغرب على استعادة حقوقه الثابتة في صحرائه السليبة وحرصه على استعادة أراضيه المغتصبة.

 

وهكذا، تحقق بفضل حنكة وحكمة جلالته وبالتحام وثيق مع شعبه الوفي، استرجاع إقليم طرفاية سنة 1958، والذي جسد محطة بارزة على درب النضال الوطني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.

 

وقد واصلت البلاد في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني، مسيرتها النضالية حيث تم استرجاع مدينة سيدي إفني سنة 1969، وتنظيم المسيرة الخضراء، مسيرة فتح الغراء في 6 نونبر 1975 التي جسدت عبقرية الملك الموحد الذي استطاع بأسلوب حضاري وسلمي يصدر عن قوة الإيمان بالحق، وما ضاع حق وراءه طالب، استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى حوزة الوطن، وكان النصر حليف المغاربة، وارتفعت راية الوطن لترفرف خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير 1976، مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية، لتتكلل سلسلة الملاحم والمكارم في سبيل تحقيق الوحدة الترابية باسترجاع بلادنا لإقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979.

 

واستمرت ملحمة صيانة الوحدة الترابية، بكل عزم وحزم وإصرار، لإحباط مناورات الخصوم. وها هو المغرب اليوم بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه الراسخة، مبرزا بإجماعه الشعبي صموده واستماتته في صيانة وتثبيت وحدته الترابية، ومؤكدا للعالم أجمع من خلال مواقفه الحكيمة والمتبصرة، إرادته القوية وتجنده التام دفاعا عن مغربية الصحراء وعمله الجاد لإنهاء كل أسباب النزاعات المفتعلة.

 

وإن أسرة المقاومة وجيش التحرير وهي تحتفي، بفخر وإكبار، بهذه الملحمة التاريخية الغنية بالدروس والعبر والطافحة بالمعاني والقيم، لتجدد التأكيد على ولائها وإخلاصها للعرش العلوي المجيد، وتعلن عن استعدادها الكامل وتعبئتها المستمرة وراء قائد البلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية غير القابلة للتنازل أو المساومة، مثمنة المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية، هذا المشروع الذي حظي بإجماع الشعب المغربي ، ولقي استحسان ودعم القوى الحية والواعية المحبة للسلام التي اعتبرته آلية ديمقراطية متقدمة تنسجم مع الشرعية الدولية، وكفيلة بإنهاء النزاع الإقليمي المفتعل، والذي يؤجج ناره خصوم وحدتنا الترابية والمتربصون ودعاة الانفصال الذين يتمسكون بأراجيف وأباطيل انكشفت حقيقتها أمام الرأي العام الدولي.

 

وتخليدا لهذه الذكرى المجيدة، ستنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مهرجانا خطابيا يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، بقاعة الاجتماعات بعمالة إقليم طرفاية، سيتم خلاله إلقاء كلمات وشهادات للإشادة بفصول وأطوار هذه الملحمة البطولية وإبراز مكانتها المتميزة في مسيرة الكفاح الوطني الطافح بروائع النضالات من أجل تحقيق الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.

 

وسيتم بهذه المناسبة ، توزيع إعانات مالية وإسعافات اجتماعية على عدد من أفراد هذه الأسرة المجاهدة الجديرة بموصول الرعاية وشامل العناية.

 

كما ستقام في سائر جهات وعمالات وأقاليم المملكة أنشطة وفعاليات بالمناسبة، ستشرف عليها النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية وفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير وتعدادها 105 المنتشرة عبر التراب الوطني، من خلال تنظيم وتأطير ندوات علمية وموائد مستديرة ومحاضرات ولقاءات تواصلية ومسابقات تربوية وثقافية ورياضية.

 

عـين الجـهة

الرشيدية

ورزازات

تنغير

زاكورة

ميدلت

صوت و صورة
خدمـــــــــات
Podcast

FREQUENCE EVENT

جميع الحقوق محفوظة

2025 ©

أخبـــــار
جاري تحميل...