قصبة القايد العربي بزاكورة .. معلمة سياحية تجمعُ شمس التراث بعبق الحضارة
تعد قصبة القايد العربي بدوار أولاد عثمان بجماعة اولاد يحيى لكراير من المعالم السياحية البارزة في إقليم زاكورة، فهي واحدة من أعرق القصبات في المنطقة، وتحظى بمؤهلات سياحية هامة جعلتها تحظى بصدى كبير على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني والدولي.
وتعتبر هذه القصبة فرصة حقيقية لتوظيف التراث المعماري في تنمية السياحة، حيث يمكن تحسين استثمارها من خلال ترميمها وتوسيعها لتصبح فندقًا مصنفًا، خصوصًا أن المغرب في حاجة ملحة لمثل هذه الفنادق، خاصة مع اقتراب استضافة كأس العالم 2030.
إن التراث الثقافي في واحات درعة، الذي يتجسد في القصبات والقصور، يمثل كنزًا ثمينًا للتنمية المستدامة. فمن الممكن إعادة استخدام هذه المعالم التراثية وتحويلها إلى متاحف فنية أو معارض لبيع المنتجات المحلية، مما يساهم في الحفاظ على هذه الكنوز وتحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة.
لكن، هذا التراث المعماري العريق يعاني من تدهور متسارع خلال العقود الأخيرة، نتيجة الإهمال والاندفاع نحو الحداثة والتطور العمراني. العديد من القصبات والقصور في المنطقة فقدت هويتها الأصلية وأصبحت مهددة بالانهيار الكلي أو الجزئي. وفي كثير من الحالات، تحولت إلى أطلال أو مجرد أكوام من الأتربة بسبب عدم إعادة بناء المباني المتهدمة.
من هنا، يصبح الحفاظ على هذا الإرث المادي أحد أولويات التنمية المستدامة، ويجب على الجهات المسؤولة أن تشجع على البحث والابتكار في مجال حماية التراث. لا ينبغي أن يقتصر هذا البحث على المعارض والمتاحف، بل يجب أن يُدرج في مشاريع تنموية مفتوحة في الإقليم. كما يجب العمل على رقمنة المآثر التاريخية والنقوش الصخرية بالمنطقة، وتسويق هذه المعالم داخليًا وخارجيًا، مع دمجها في الاستراتيجيات الوطنية للتنمية السياحية.
كذلك، يُعتبر تطوير السياحة الثقافية في زاكورة ضرورة ملحة، حيث يجب الترويج لمزايا المنطقة السياحية عبر سياسات إشهارية فعّالة تبرز التنوع الثقافي والطبيعي الذي تقدمه المنطقة، بدلاً من اعتبارها مجرد امتداد لمراكش أو أكادير. فمن خلال السياحة الواحية والصحراوية، يمكن للمنطقة أن تصبح وجهة سياحية مستقلة تعكس تنوع الحضارات المتعاقبة على المنطقة.
كما تلعب الأدوار المحلية مثل دور السيد حسن العتماني، حفيد القايد العربي، في تسيير قرية سياحية خاصة بالمنطقة، دورًا كبيرًا في تطوير السياحة وخلق فرص عمل. فالسيد حسن يسعى باستمرار لتحسين القرية وتنميتها، بهدف جعلها واحدة من أبرز القرى السياحية في المنطقة.
إن تحويل هذا التراث إلى منتوج سياحي متميز، مع المحافظة عليه وتطويره، سيسهم في خلق فرص اقتصادية ويساعد في مواجهة التحديات السياحية التي تواجهها المنطقة.