نظمت مبادرة شباب درعة تافيلالت أمس الأحد 26 يناير الجاري، أمسية أدبية متميزة احتضنها الفضاء الجمعوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، وذلك لمناقشة رواية “أوتار الروح” للأستاذ حمزة سفو، أستاذ اللغة العربية بثانوية الشريف الادريسي التأهيلية جماعة أسول مديرية تنغير، إلى جانب حفل توقيع لمؤلفاته الأخرى: “حين جاد القلم” و “أبو الطيب المتنبي: شاعر السيف والقلم”.

وعرف هذا اللقاء الذي يأتي في إطار تعزيز المشهد الثقافي بجهة درعة تافيلالت، حضورا مكثفا لنخبة من الأدباء، والأساتذة الباحثين في اللغة العربية والآداب، إضافة إلى مجموعة من الطلبة، ومجموعة من عشاق الأدب والثقافة، حيث شكل هذا الحضور النوعي فرصة للحوار العميق حول قضايا الأدب، والإبداع، ودور الرواية في التعبير عن الوجدان الإنساني.

وشهدت هذه الأمسية تقديم قراءات نقدية معمقة في رواية “أوتار الروح” من طرف أساتذة مختصين في الأدب العربي والنقد، حيث تمّ تسليط الضوء على الجوانب الفنية والجمالية للرواية، من حيث البناء السردي، الشخصيات، الأسلوب، والبعد الفلسفي والفكري الذي تحمله. كما تمت مناقشة الرسائل العميقة التي تعكسها الرواية، خاصة فيما يتعلق بالصراعات الداخلية، والعلاقة بين الفن والهوية الإنسانية.

وعرفت الأمسية تفاعلا كبيرا من طرف الحضور، حيث قدمت مداخلات غنية ومتنوعة، تناولت جوانب مختلفة من الرواية، كما تم طرح تساؤلات حول مسار الكاتب، وتأثير تجربته في تدريس اللغة العربية على إبداعاته الأدبية، حيث أبدى الحضور إعجابهم الكبير بمضمون الرواية وأسلوب الكاتب، معتبرين أن أعماله تشكل إضافة نوعية للساحة الأدبية المغربية.

وفي ختام الأمسية، أقيم حفل توقيع لمؤلفات الأستاذ حمزة سفو، حيث حرص العديد من الحضور على اقتناء نسخ من الرواية والكتب الأخرى، والتقاط صور تذكارية مع الكاتب، في جو من الألفة والود يعكس الشغف بالأدب والقراءة.

واختتمت الأمسية بكلمة شكر من الكاتب والمنظمين للحضور الكريم، مع التأكيد على أهمية استمرار مثل هذه المبادرات الثقافية التي تساهم في تعزيز المشهد الأدبي والفكري بالجهة، وتشجيع الإبداع لدى الشباب.

يشار إلى أن هذه الأمسية شكلت حدثا أدبيا استثنائيا، حيث مزجت بين المتعة الأدبية، الحوار النقدي العميق، والتفاعل الثقافي الراقي. كما أبرزت المكانة المهمة التي تحتلها القراءة والنقد الأدبي في المشهد الثقافي المغربي، مما يفتح آفاقا جديدة لمبادرات مماثلة مستقبلا.